اللباس والتطريز التلحمي

2014-11-27 06:04:34

إن التراث الفلسطيني إنما هو يمثل الهوية الفلسطينية وتاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني على مر العصور. وقد كانت ألبسة نساء ورجال بيت لحم القديمة، دليلا على أصالة وروعة التراث الفلسطيني، وجزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي الفلسطيني.

 

وقد كانت نساء بيت لحم ترتدي ثوبا أسود فضفاضا، يكون أسفله أوسع من خصره. أما الأكمام فهي مصنوعة من قماش حريري ملون ومقلم وله كمان، والكم يسمى "ردان"، وينتهي كل كم بفتحة واسعة عند الطرف بشكل مثلث يزيد طوله عن النصف متر، ويكون عادة مطرزا بخيوط حريرية فاتحة اللون، وخيوط فضية أو ذهبية. أما صدر الثوب فهو مصنوع من قطعة مربعة مطرزة بخيوط ذهبية أو فضية، رسوماتها تتناسق مع الأكمام.

وترتدي المرأة "التقصيرة" المخملية المطرزة فوق الثوب، وهي مصنوعة من المخمل ذات اللون الأسود أو الأحمر أو الأزرق مطرز ومزين بالخيوط الذهبية أو الفضية، أما طول التقصيرة فهو فقط حتى الخصر للمرأة. كما وترتدي المرأة حزاما من قماش حريري ملوّن عادة، ليظهر جمال الجسم كما أنه يشد عضلات البطن ويمنعها من الإرتخاء، أما الحذاء فكان بسيطا ذو كعب منخفض.

أما الشطوة فهو غطاء للرأس أحمر اللون، أسطواني الشكل تشبه الطربوش، يغطي بالتربيعة على القمة والخلف وهي شال أبيض طويل، أما الأمام فيكون مرصوفا على دائرته العليا سلسلة من الدنانير الذهبية أو الفضية وعلى حافته السفلى صف آخر فوق الجبهة، وذلك حسب الحالة الاجتماعية للعائلة.

ويعلق من جانبي حافة الشطوة السفلى وأمام الأذنين سلسلة فضية تسدل فوق الكتفين والظهر وحتى أسفله. وفي الأذنين أقراط من الذهب أو الفضة وفي الذراع أسورة فضية.

 

أما الرجال فكانوا يرتدون الثوب الأبيض الطويل، الذي يصل حتى الخلخال. وفوق الثوب كانوا يرتدون صدرية مصنوعة من قماش حريري مقلم أو بيضاء، وفوق الصدرية كانوا يلبسون ما يسمى بالقمباز بألوانه المختلفة. وقد يكون القمباز حريريا باهظ الثمن وكان يدعى "روزا"، أو عاديا أو يصنع حزاما على الوسط من القماش. واستبدل بعد ذلك بحزام جلدي أسمر أو بني اللون. كما وكان الرجال يرتدون ما يسمى بالعباءة، وهي نوعان النوع الأول صيفية خفيفة، والثانية شتوية ثقيلة دافئة.

أما غطاء الرأس فكان يسمى (الكفية)، وتتكون من طربوش قصير أحمر اللون يلف حوله قطعة قماش حريرية بيضاء أو ملونة. وفي زمن حكم العثمانيين، حافظ الرجال المتقدمون بالسن على استعمال الكفية، أما جيل الشباب الجديد فارتدوا الطربوش. أما في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين فقد انتشر استعمال الحطة والعقال "الكوفية"، ومنهم من كان يخرج بلا غطاء الرأس أو بطاقية منسوجة من الصوف بيضاء أو سوداء اللون. أما الحذاء عن الرجال فكان بسيطا وأحيانا ذو رأس مدبب.

وكثير من هذه الألبسة، نجدها تزين المتاحف القديمة في مدينة بيت لحم، وبعض المراكز الثقافية. وتتزين بعض من شابات وشباب بيت لحم بهذا الملابس القديمة المميزة، خلال احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، وفي مواكب استقبال البطاركة.

مباشر من ساحة المهد